المجاهد العجوز عمر المختار
الإيمان والتمسك بحبل الله يصنع المعجزات
ظل المجاهد واخوانة يجاهدون ضد الغزو الإيطالي مدة عشرون عاما دون
يأس ولا ملل ولكن باردة وعزيمة من حديد
لا تهدأ ولاتلين وكان الإيطاليون في بادئ الأمر لا يشغلون أنفسهم بهذا
العجوز ولكن ما فعلة من بطولات جعلهم يعدون العده من جديد
للتصدي لهذا الشيخ العجوز والنفر القليل الذين معه .
وهذه مقتطفات من تلك البطولات الخالدة
في مارس عام 1923 ذهب المجاهد عمر المختار إلى مصر لكي يتصل ببعض
الزعماء الليبيين الذين لجئوا إليها بعد الغزو الإيطالي وطلب منهم
الشيخ العودة لبلدهم لمواصلة النضال ضد الغزو حتى أخر مجاهد
منهم غير أنهم نصحوه بالاستقرار في مصر حتى لا يعود إلي قتال ميؤؤس
منه فقال لهم الشيخ قولة تهز لها النفوس المؤمنة التي لا ترضى
لدينها ولا لنفسها الذل أو الهوان ( ما الفائدة من العيش
مهاجرا ذليلا ؟ يجب أن أعود لأموت وبذلك أؤدي أخر حق علي لله
ولبلادي .
وفي طريق عودته إلى ليبيا مع بعض رفاقه كمنت لهم قوة إيطالية
قوامها ثلاث سيارات محملة بالعتاد والجنود فاجأتهم بجهة ابيار الغبي
ولكن الشيخ ورفاقه استطاعوا إبادة هذه القوة والاستيلاء على جميع
ما تحمل من معدات ومؤن .
ثم الشيخ أقام معسكر في منطقة الجبل الأخضر لتدريب المجاهدين الذي
توافد عليه المجاهدين من جميع الأنحاء وبدأ الشيخ ينظم قواته
وتوزيع المجاهدين إلى فرق حسب قبائلهم .
وشعر العدو الغاصب الإيطالي بخطورة هذا الشيخ العجوز وأدركوا أنهم
أمام عملاق فتي الإرادة صلب العود وبدأ ومعه بأسلوب المداهنة
والملاينة ويستميلوه بالوعود فجاءته رسلهم عارضة عليه أن يكف
عن القتال ضدهم وله كل ما يطلب من مال وجاه
وهنا أقول سبحان الله هكذة دائما حال المعتدين المغتصبين الظالمين
الطاغيين الذين لا يريدون أن تقوم للإسلام قائمة لما تجمعت قريش عن
بكرة أبيها وبشيوخها وعرضوا على الرسول صلى الله عليه وسلم أن
يترك دينه الجديد ويعطونه كل ما يطلب من مال وجاه وملك وسيادة
ولكن رد الرسول صلى الله عليه وسلم كان أقوى من كل العروض رد
الشهامة والرجولة رد مملوء بالإيمان وفيه تمسك بالدين لتكون كلمة
الله هي العليا فهل في ذلك عبرة قال لهم رسول الله لعمة أبو طالب (
والله يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك
هذا الأمر ما تركتة حتى يظهره الله أو اهلك دونه وهنا بعد عدة
قرون من الزمان يقول الشيخ المجاهد عمر المختار نفس الرد يا
سبحان الله فأبى الشيخ أن يساوم في حقوق بلاده وأن يضع يده في
يد مستعمريه وقام العدو المغتصب الإيطالي بأسلوب أخراسلو ب
التفرقة بين المجاهدين وبث الخلافات بينهم كشأن الاستعمار دائما
وللأسف يجد من يلهث وراء ذلك لعله ينال القبول والرضى ضاربا
بذلك رضى الله فاتصلوا ببعض القبائل من حول الشيخ و ألقت
طائرتهم المنشورات ( نفس ما وقع في أفغانستان )
تعدهم بالفعو والعيش الكريم و الحياة الهانئة في كنف الحكم الإيطالي .
وفشلت محاولاتهم بالخيبة والخذلان لجأوا إلى أسلوب التهديد والإرهاب
والعقاب الشديد ولكن ذلك لم يكن له من الشيخ والمجاهدين الا
السخرية والازدراء وعاودا الهجوم ضد العدو المغتصب لنشر الذعر
والخوف بين جنوده .
وبدأ العدو يعد للقضاء على تلك الحركة المناضلة بمهاجمة معقله في
الجبل الأخضر بالمدافع والدبابات والمصفحات والطائرات
لتلتقي بماذا ؟ ببنادق المجاهدين الصغيرة فاصيب العدو بالذهول
وهو يرى قواته تنهار وتتراجع .
ودارت عدة معارك ( الرحيبة - عين المطمورة ) اصيب العدو
بالذعر والفشل واستولى المجاهدين على أسلحتهم ومعداتهم التى ردوا
عليهم بها ولم يري الأعداء بدا من عقد مفاوضات مع الشيخ المجاهد
وخرجوا بصيغة اتفقوا عليها وأقرها الشيخ ولكن العدو الإيطالي
أرسل صيغة أخري للاتفاق رفضها الشيخ وعاد الشيخ إلى كفاحه
الرهيب ضد المستعمر وعلى الرغم من تجاوزه السبعين من العمر
فانه ظل يناضل ضد الأعداء دون أن تلين عزائمه وقواه .
وفي 28 ربيع الثاني 1350 هجرية 1932 م كان الشيخ مع مجموعة من
المقاتلين البواسل يستكشف منابع المياه بنا حية ( سلطنة ) فجأة
خرجت عليه قوات ضخمة من الأعداء وأحدقت به وأحكمت الحصار حوله
ولكنه لم يستسلم وأصر على خوض تلك المعركة اليائسة فهم خمسون
وأعدائهم كثيرون وتحرك الشيخ يضرب الجيوش الغادرة ببسالة شهد بها
الأعداء ولكن ما لبث أن سقط جواده متأثرا برصاصة أطلقت عليه
وسقط الشيخ وبينما هو ينهض ليعود للمقاومة من جديد هجم عليه
بعض الإيطاليين الغادرين الغاصبين
للشعوب والدين .
وكانت محاكمة الشيخ فصلا رائعا اختتم بها الشيخ حياته بنضاله
الباسل آذى أراد به أن يرضي ربة لا سواه ليفوز بالجنة قال تعالى
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) فكان
نضالة شهادة لله ووصمة عار في جبين الدولة الإيطالية الغاصبة فقد
وقف في ثبات وجرأة يحمل الاستعمار الإيطالي تبعية هذه المجازر
البشرية التي اجتاحت وطنه ويجابهه في سخرية وازدراء متقبلا حكم
الإعدام في شجاعة تليق برجل خاض مئات المعارك خلال واحد وعشرين
عاما فنال مع المقاتلين الذين قتلوا الشهادة وسجلوا في سجل
التاريخ لوحة شرف للنضال الحر فهل من عبرة ………..
يارب نجاهد من اجلك